هل يدخل "السيسي" محور "الممانعة" من بوابة قتل السوريين؟  - It's Over 9000!

هل يدخل "السيسي" محور "الممانعة" من بوابة قتل السوريين؟ 

بلدي نيوز – (نور مارتيني)

لم تعد القضية السورية حكراً على الشعب السوري وحده، بل باتت لها تبعاتها على كافة الدول الإقليمية، وغير الإقليمية، خاصة بعد بروز وتفاقم مشكلة اللاجئين السوريين، الذين تجاوز تعدادهم نصف الشعب السوري، من ناحية، وبعد استدراجها إلى الفخ الطائفي والعرقي من قبل النظام، ما حدا بكثير من الدول إلى الانخراط فيها.

جمهورية مصر العربية، والتي لطالما كان لها دورها المحوري في العالم العربي، نظراً لموقعها الجغرافي، من ناحية، ولموقعها المتوسط بين قارتي آسيا وأوروبا، ما منحها دوراً مركزياً في المنطقة العربية، غير أن هذا الدور المركزي، بدا ينحسر مع قدوم "عبد الفتاح السيسي" إلى السلطة، ليتحول دور مصر من لاعب أساسي  في المنطقة، إلى تابع لإيران، وأداة لتنفيذ سياساتها في المنطقة، وهو ما يتوضح من خلال تدهور العلاقات المصرية- السعودية مؤخراً، والذي فسره الباحثان "سمير التقي" و"عصام عزيز" بأن "إيران تغازل السيسي، وترشح نفسها لتحل محل المملكة العربية السعودية، عن طريق إرسال المنتجات النفطية بأسعار مخفضة وشروط دفع ميسرة إلى مصر".
فيما تحدّثت عنه بعض المصادر الإعلامية أنه "يمكن إرسال 10 ملايين حاج إلى مصر سنويا لزيارة العتبات الشيعية التاريخية، التي بنيت عندما وقعت مصر تحت حكم السلالة الفاطمية الشيعية".

هذه الفكرة بالذات، تحدّث عنها الباحث والمفكر الكويتي "عبد الله النفيسي"، معتبراً إياها تمثل الضغوطات التي أدت إلى إنهاء حكم الرئيس المصري السابق "محمد مرسي"، بواسطة انقلاب عسكري، حيث قال "النفيسي" يومها أنه "لاحظ نشاطاً كبيراً داخل مصر من قبل الإيرانيين يفوق بكثير ما يفعلونه فى دول الخليج"، وأوضح أنهم "يريدون أخذ وكسب مصر، من العرب"، مضيفا أن العرض يومها تضمن "تسليم كل المساجد التى بناها الفاطميون فى مصر لإعادة ترميمها ووضعها تحت إدارة إيران، وجريدتان بالفارسية داخل مصر".

ويبدو أن "السيسي" قدم لإيران ما يفوق ما رفضه "مرسي" بحسب التسريبات السابقة، ليصبح ذراع إيران في المنطقة، وهو ما يتضح من خلال ما ذكرته وكالة تسنيم الإيرانية حول قيام وفد عسكري مصري بزيارة القاعدة العسكرية الروسية في محافظة طرطوس على الساحل السوري، حيث أكد إعلام النظام السوري أن الضباط المصريين عقدوا اجتماعات مكثفة مع الجنرالات الروس في القاعدة المنشأة حديثاً، وأكدت وسائل إعلام النظام السوري أن الضباط المصريين الذين التقوا بقيادات عسكرية روسية في طرطوس يتبعون للجيش المصري الميداني الثاني، الذي يتخذ من "الضفة الغربية لقناة السويس" مقراً له، وأكد أن الضباط المصريين جلبوا معهم بعضاً من الأسلحة والذخائر في إطار دعم السيسي لـ"بشار الأسد".

وتأتي هذه التسريبات بعد جاءت بعد شهر واحد من زيارة اللواء "علي مملوك" رئيس مكتب الأمن الوطني لنظام الأسد إلى القاهرة، التي التقى خلالها قيادات من حكومة السيسي الأمنية والسياسية.

فيما يتعلق بالعلاقات الإيرانية- المصرية، وتأثيرها على الملف السوري، يقول الكاتب الصحفي "جمال مامو" إنه "لم يعد مستغرباً أن يكون للنظام المصري بقيادة عبد الفتاح السيسي دور في الالتفاف على الثورة السورية خاصة وثورات الربيع العربي عامة"، ويرى "مامو" أن "نظام السيسي العسكري، جاء كردة فعل للقوى المضادة، وفلول النظام السابق على الثورة المصرية التي أطيح بها وبقياداتها برعاية أممية -عربية كما بات معروفاً".

كما يلفت "مامو" إلى أنه "من الطبيعي أن يكون مثل هذا النظام معادياً لكل ثورات الشعوب العربية، كونه من منبت عسكري بالدرجة الأولى، ولأنه نظام عمولات وسمسرة بالدرجة الثانية"، مشيراً إلى أن "نظام السيسي قد وضع إمكانيات مصر لأجل القيام بدور وظيفي يتلخص في تحريك القوى المعادية للثورات، ودعمها كما جرى في ليبيا ويجري في سوريا، مقابل تقاضي مبالغ مالية ورشىً يذهب معظمها إلى جيوب الطغمة العسكرية الحاكم، بينما يعاني الشعب المصري من الفاقة والعوز ونقص المواد الغذائية الأساسية".

ويذكر "جمال مامو" أن هذه التسريبات "ليست المعلومات الأولى عن مشاركة النظام المصري بشكل غير مباشر، وبتوجيه إيراني في دعم النظام السوري بالسلاح والعتاد"، مؤكدا أنه "في عدة مرات اكتشف الثوار لدى مهاجمتهم مواقع النظام  أسلحة وذخائر من صناعة مصر، وفي حوادث أخرى كانت الصواريخ القصيرة المدى التي قصفت بها بعض القرى صناعة مصرية". وفيما يبدو أن "الزيارة الأخيرة التي قام بها علي مملوك إلى مصر بدأت تؤتي أكلها، خصوصاً بعد دخول العلاقات المصرية السعودية في سوء تفاهم عميق استطاعت عبره إيران أن تؤثر بشكل واضح على التطورات الأخيرة فيما يتعلق بموقف حكومة السيسي من الثورة السورية".

على الصعيد ذاته، يوضح الصحفي السوري "جمال مامو" أنه "في هذا السياق يمكن فهم الأخبار التي راجت عن زيارة مرتقبة لبشار الأسد لمصر، وعلى الرغم من نفي مصادر مصرية مطلعة لهذه الأخبار، كما سخرت من فكرة إرسال قوات مصرية إلى سوريا - حسب مصدر عسكري مصري رفيع المستوى-"، ويرى أن "حكومة السيسي التي كانت تبدي انسجاماً متفاوتاً مع المعسكر الإيراني الروسي الداعم للأسد، بدأت منذ فترة بإعلان مواقف واضحة تتوافق كلياً مع الموقف الروسي -الإيراني وبدا ذلك جلياً في تصويت مصر الأخير في الأمم المتحدة لصالح القرار الروسي والذي شكل خذلاناً كبيراً لموقف كل من السعودية وقطر والدول الداعمة للشعب السوري". 

من الواضح أن مصر السيسي، تحولت مؤخراً من "أم الدنيا" إلى ورقة ابتزاز سياسي، واستجداء للدعم، وهو ما يعوّل عليه الرئيس المصري ويتجلى واضحاً في الرسائل التي يوجهها لشعبه داعياً إياه للتقشف، في وقت يبيع فيه الغاز لإسرائيل بأثمان بخسة، منتظراً مكافأته من "إيران" التي تقود محور "الممانعة والمقاومة" والتي يبدو أنها بدأت تمنح حلفاءها شيكات بلا رصيد، فيما ينضم "السيسي" إلى هذا المحور، كلاعب احتياط وفي الشوط الإضافي.

مقالات ذات صلة

تعيين مرهف أبو قصرة وزيرا للدفاع في الحكومة السورية الجديدة

"التعاون الخليجي" يدعم وحدة واستقرار سوريا

أمريكا تطالب لبنان بالقبض على مدير مخابرات النظام السابق جميل الحسن

فلسطينيو سوريا يدعون للكشف عن مصير معتقليهم وضرورة المحاسبة

الاتحاد الأوروبي يعتمد نهجًا جديدًا بعد سقوط النظام في سوريا

وفد من التحالف يناقش مطالب الكرد في القامشلي شرق سوريا

//